فن الكاريكاتير أقوى من الكلمات ...| بقلم هاني جبران


عندما يكون النقد هدفا، تصبح السخرية وحتى المبالغة أسلوبا، أما الواقع فهو الملهم دائما. الكاريكاتير هو طريقة للتعبيرعن رأي خاص في شخص أو حدث تميزه سرعة الانتشار الكبيرة بيد أن الصحافة والإعلام بشكل عام ذو وجه غير ودود. وباستطاعتنا أن نقول إن هذا الفن يعد وبحق واحدا من أهم فروع الفنون التشكيلية

 ما معنى الكاريكاتير؟
هو فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة مبالغة هدفها إظهار تحريف مقصود في ملامحَ طبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بغية السخرية أو النقد الاجتماعي والسياسي. إلى ذلك ففن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحيانا.
وتختلف الآراء بخصوص منبع هذا الفن الذي لاطالما استهوته ملامح الوجه. لكن كلمة "كاريكاتير" مماثلة تماما لكلمة "بورتريه" التي تعطي نفس المعنى مع وجود فارق في طبيعة الكلمتين أساسه مفارقة في خطوط الرسم. ففي "الكاريكاتير" كثيرا ما يعمد الفنان في رسم خطوطه إلى درجة كبيرة من المبالغة في الشكل والحجم عن سابق قصد، الأمر الذي يجعل السخرية تبلغ أعلى درجاتها. من جهة ثانية، يعطي النقد المقصود الانطباع المشهدي المؤثر والمحرض معا، والذي يريد الرسام إطلاقه أو البوح به. وأما رسم "البورتريه" فيعتمد على قواعد مثالية ثابتة لايمكن تجاوزها؛ فالرسم يجب أن يكون مطابقا تماما لواقع ملامح الشخصية دون أي تغير أو مبالغة أو تضخيم.
الرسالة الكاريكاتيرية
إن الصورة الكاريكاتيرية هي رسالة من الفنان إلى المشاهد في سياق مشترك قائم على بنية الواقع الذي يعيشانه معا، ومن هذا المنطلق فإن الفكرة الكاريكاتيرية تنقسم إلى عدة أنواع فمنها السياسية والاجتماعية.ورغم أن الكاريكاتير يستخدم الخطوط البسيطة في نقل المعنى والمضمون، إلا أن له الدور الأبرز في الدفاع عن قضايا مهمة منها حقوق الإنسان. إن هذا الفن بسيط ومؤثر في آن معا فضلا عن أنه يتمتع بخواص كثيرة منها إظهار عيوب المجتمع في صورة ساخرة ممتعة تدعونا إلى إحداث التغيير في ثوابت راسخة متجذرة في الوقع والتي غالبا ما تتطلب التجديد.
 
الكاريكاتير والسياسة
لقد سخر الانسان من نفسه ومن غيره بالكلمة والصورة، ولقد تعود الكثير منا منذ صغره أن يقرأ الكاريكاتير قبل سواه خاصة حين تقع بين أيدينا إحدى الجرائد. كبرنا واحتفظ أغلبنا بهوايته هذه.والكاريكاتير في أيامنا هذه يمثل صورة عن المجتمع الحديث والواقع المعاش وهو إحدى ملامح "الديموقراطية"، و طبعا واحد من أهم الأغصان الجديدة في شجرة السلطة الرابعة وتكنولوجيا الانترنت.لكاريكاتير من حيث التقنية مزج مدهش بين الخيال والواقع من خلال منظور واحد. وكما سبق وذكرنا، إنه ومن حيث الأسلوب يعتمد المبالغة في تضخيم أو تصغير القسمات والملامح واللعب العابث بها.
ولأن هذا الفن في أغلب الأحيان له علاقة بالسياسة والقضايا الكبرى في العالم عامة والوطن العربي خاصة، فإن الأمر يضيفي أبعادا جديدة على أهمية هذا الفن. وربما نستطيع القول إن فن الكاريكاتير هو الأقرب إلى الإنسان العربي لكونه فنا طريفا وممتعا من جهة، وهو ضربة قاضية تصوّبها ريشة راسمها عبر إدراج رأي معين في حركة فنية خفيفة من جهة ثانيةفهل سيساعد هذا الفن على حل القضايا الملحة في العالم العربي؟ وماهي تلك الحلول التي سيأتي بها في حل أسهم بحلها؟!

تعليقات