الفنان. "محمد الركوعي" فنان المرأة والقضية للحياة الفلسطينية

الفنان. "محمد الركوعي"  فنان المرأة والقضية  للحياة الفلسطينيةإنه فنان المرأة والقضية، المرأة التي تولد من رحمها جيلاً له الأمل في أن يحقق العودة، وأن لا يبقى حلماً للأجيال القادمة....
القضية الحجر الأساسي للحياة الفلسطينية، الأمل في تحقيق العدالة الإنسانية التي نراها من خلال كم كبير من الرموز والإشارات في لوحات الفنان. "محمد الركوعي" الفنان الذي رهن فنه ولون ريشته لقضية هو جزء منها يفضي بأسرار قلبه لعالم نوح بالمحبة نلتقي من جديد:

 
الفنان التشكيلي محمد الركوعي

ـ من يتابع أعمالك الفنية يتجه بفكره نحو القضية الأهم، القضية الفلسطينية، كيف تستطيع أن تنقل الإحساس بالألم إلى عملك الفني وكيف ترى شعور المتلقين له؟ 


ولدت لأجد نفسي لاجئاً بين آلاف المشردين من قراهم وبلداتهم، بعد مأساة النكبة التي حلت ليس على الفلسطينيين فقط، بل على العرب جميعاً؛ عشت في غزة طفولة كلها معاناة وفقر في حين كان ملجأي هو حبي للرسم، وكان لموهبتي الممزوجة بالمعاناة تداخل كبير فكانت أول لوحة في طفولتي تصف الحرب "سماء لوحاتي طائرات وأرضها مدافع ورشاشات وجنود". فكل تلك الأحداث والمعاناة انعكست على فترة نضجي الفني، وانعكس كل ذلك على أعمالي وتداخلت ألواني مع السياسة، فمن الطبيعي أن يكون الفنان الفلسطيني أسير قضيته الجوهرية وكل الفن الفلسطيني أو دعني أقول أغلب الفنانين الفلسطينيين لايزالون يحتفظون بهذه الصفات التي تجعل منه فناً ملتزماً.
 نتيجة بحث الصور عن الفنان التشكيلي محمد الركوعي

ـ في أعمالك الفنية جنوح نحو المرأة، فلا يخلو عمل تشكيلي إلا من رمزية للمرأة سواء بالشكل الظاهر أو من خلال رموز تتعلق بها، ماذا تعني المرأة بالنسبة لك؟ 


المرأة رمز يتكرر عند كثير من الفنانين بشكل عام، عندي ربما ترمز للوطن والعطاء وهي للوحة الفنية حياة بحقيقتها، عندما أرسم لوحة خالية من انسانيتها أضع ولو وجه خلف نافذة فتعطي نوعا من الأنسنة للعمل الفني... أما لباس المرأة في لوحاتي له خصوصيته من خلال المنديل الفلسطيني الشهير الذي هو إرث شعبي العريق، وليس كل ما نرسمه يكون نتاج اللحظة، هو يكون في ذواتنا ويترجم من خلال تكّون شخصياتنا وسيكولوجيتنا الباطنية، فلباس المرأة في لوحاتي مأخوذ من لباس مريم العذراء.
 نتيجة بحث الصور عن الفنان التشكيلي محمد الركوعي

ـ المرأة في أعمالك تحمل في تفاصيل وجهها الألم والمعناة، هل ترى أنها قادرة على إيصال الرسالة التي تريدها أن تنقلها للمتلقين؟ 




عندما أدخل المعترك مع اللوحة تظهر الملامح في وجه المرأة دون استئذان وأصدقك القول أنني لا أتعمد أن تظهر المعاناة، ولا أدري مداها. ـ حملت على كتفك الدفاع عن القضية الفلسطينية، من خلال اللون، والحالة الفنية، هل ترى أن الفن يساهم بشكل ما في إبراز القضية التي تحمل لوائها على كتفك وايصال الصوت إلى العالم؟ في حديثي عن الفن الفلسطيني بشكل عام قلت أن الفن أداة من أدوات الدفاع عن القضية المركزية للفلسطينيين والعرب، وهو فن ملتزم وقد تطورت تقنياته فالفن صناعة واحتراف من خلال التقنيات.... نوصل الفكرة فبعد عشرات السنين وعندما توضع المرحلة للتحليل العلمي سيكون الفن الفلسطيني هو فن دافع بإخلاص عن مبادئ الثورة وكان فناً ملتزماً بكل معني الكلمة. 
 نتيجة بحث الصور عن الفنان التشكيلي محمد الركوعي

ـ من يتابعك يرى أنك حبيس الحالة الإبداعية مع دراسة فلسفية للموضوع الذي تقدمه، ماهي الرؤى التي تعمل عليها لتضع رؤيتك في العمل الفني؟ 


أرسم حالتي وربما أكون حبيساً لها، وهذا ليس بيدي؛ أنا أعيش مراحل طبيعية لا أمثل بل آخذ دوري الطبيعي، ففي السجن رسمت الوطن والبندقية والفدائي، والعلم، وكان لقضبان السجن وأدوات القمع دور كبير... 
 

ـ في عام 1983 قدمتَ وانت في معتقل عسقلان، مجموعة من الأعمال تحمل الألم والخوف والقهر والسلب، حدثنا عن تجربة الرسم في المعتقل، وما تركته في نفسك كفنان عانى الألم والقهر؟ 


لقد كانت مقاومة للعدو بأدوات الصمود الأسطوري للمعتقلين الفلسطينيين واليوم وانا استرجع ذكرياتي بالمعتقل أقف مذهولاً أمام هذا التحدي أرى اللوحة مكتظة بالرمزية؛ وأدوات الصمود. هذه المرحلة لم تأخذ حقها إعلامياً، غيبت لأن هناك من رآها تحكي قصة الأبطال، وبما أنه ليس بطلاً أمام نفسه فكان أفضل شيء هو تجاهل تلك الحالة لكن الفن يأخذ دوره الريادي ان فن السجون ومعتقلات العدو كان راية كفاحية كبيرة فرض نفسه واليوم هذه مادة تدرس في كليات الفنون في فلسطين.
 نتيجة بحث الصور عن الفنان التشكيلي محمد الركوعي

- إضافة لعنصر المرأة الأكثر حضوراً نتابع أيضاً رموز كالحمامة البيضاء، والمنازل، إلام تهدف من خلال دمج مجموعة رموز أغلبها للمدن الفلسطينية "كمفتاح الباب" وهل تعتبر أن ما تقدمه هو توثيق للحالة الفلسطينية التي تتهالك تحت الاحتلال الاسرائيلي؟ 


ان الفن هو أداة من أدوات الحضارة ومترجم لها ومن هنا أنا أمثل هذه الحالة التوثيقة باللون والريشة والتشخيص الجمالي الذي يحمل المعاناة والألم والخوف في بعض منه. فأنا موجود وأرسم حسب إحساسي الخاص بالحالة الإنسانية الفلسطينية. واللوحة لها مكنوناتها والتي تحكي قصة الفن الجميل لتراث الأجداد بلغة جديدة وجميلة . ـ هل يستطيع الفنان أن يعزل نفسه عن المحيط ويعيش في صومعته الخاصة؟ لكل تجربته وبالنسبة لي ومن منظوري الفني لا أستطيع أن أنعزل عن محيطي العربي وعن الغرب وكل مؤسساته التي تعمل على دعم الفنون الغير ملتزمة وتشجيع الفن اللامنتمي كي تعزل ثقافتنا وتضعنا على هامش التاريخ ولهذا لابد من أن نعايش الواقع وأن لا نبقى في صومعتنا من أجل أن نستطيع الصمود وتقديم تجربتنا الخاصة..


نتيجة بحث الصور عن الفنان التشكيلي محمد الركوعي
            نتيجة بحث الصور عن الفنان التشكيلي محمد الركوعي           

تعليقات