لماذا تراجعت الأفلام الكوميدية المصرية من قائمة اهتمامات الجمهور العربي؟

اصبح مؤخرًا تصنيف الأعمال بـ«الكوميدية» ليس جاذبا للجمهور، سواء في السينما أو الدراما، وهذا يتجلى في المشهد الفني بشكل كبير هذا العام، بعد الانصراف عن الأفلام الكوميدية التي توجد بصفة مستمرة في الموسم، بجانب الأكشن والدراما الاجتماعية والأفلام الشعبية. حيث نجد الأفلام الأكشن التي تحتوي على الحركة والإثارة الأكثر جذبًا للجمهور، مثل ما حدث مع فيلم «هروب اضطراري»، الذي بلغت إيراداته
50 مليون جنيه، ويتكرر المشهد الآن مع أحمد عز بفيلم «الخلية». حول أسباب تراجع رصيد الأفلام الكوميدية عند الجمهور..
» يتحدث مع عدد من النقاد لتحليل الظاهرة والوقوف على أسبابها..

1- الأعمال لا ترتقي إلى الكوميديا
  قالت الناقدة الفنية حنان شومان، إن الجمهور يقبل على ما هو جيد أو لافت للانتباه، حيث يعرض حاليا فيلم «خير وبركة» لكل من على ربيع ومحمد عبد الرحمن، وهو فيلم سيئ جدا بمعيار السينما، ولا يحتوى على أى مقومات على الرغم من تحقيقه إيرادات ليست قليلة، ولكن لن يستمر بعد انتهاء العيد. وأشارت إلى أن الشباب يحبون أبطال "مسرح مصر" على الرغم من أنهم لا يقدمون شيئا عظيما، ولكن السينما تعتبر جزءا من خروجات العيد للشباب والأطفال، لذلك يقبلون على فيلم واحد، لأن هناك فئات لا تستطيع أن تدخل السينما باستمرار بعد ارتفاع أسعار التذاكر. بينما رأت الناقدة الفنية، خيرية البشلاوي، أن المشكلة الحقيقية تكمن في صناعة كيفية صناعة الفيلم الكوميدي، على سبيل المثال، الفيلم الذي ينافس حاليا «خير وبركة»، الذي تخيل صانعه أنه بمجرد إطلال على ربيع ومجموعة "مسرح مصر" سيضحك الجمهور، لذلك أكدت أنه حتى الفنان عادل إمام لا يمكن أن يضحكنا فى الوقت الحالى إذا قام بتكرار نفس الحركات القديمة «الحواجب - والفم..»، لأن السينما تتطور. وأوضحت حنان شومان أن أسباب التراجع تعود إلى أن الأفلام لا ترتقي إلى الكوميديا التي يريدها الجمهور لذلك ينصرف عنها، مؤكدة أنه إذا كان الفيلم الكوميدي جيدا وأفضل من الأفلام الأكشن، سيتجه بالضرورة الجمهور إلى الكوميديا، لأنها الأقرب إلى الجميع فى كل العالم، لما تصنعه من بهجة، بينما وصفت الأفلام الكوميدية الحالية بالنكتة البايخة المكررة.

 2- الكوميديا تحتاج إلى كوميديا بينما قالت الناقدة الفنية، 
خيرية البشلاوي، إن التراجع يعود إلى عدم تحقيق الهدف المرجو منها، وهو إضحاك الناس، لذلك من الطبيعي انصراف الجمهور عنها، ويتجه إلى ما هو أجود، سواء كان أكشن أو دراما، مؤكدة أنه ليس من الضروري أن الممثل الكوميدي يضحك الجمهور في كل مرة، وذلك لأن الفيلم يتكون من عدة عناصر إذا تفاعل جميعها أسفرت عن عمل سينمائي ناجح. وأوضحت أن الأفلام التجارية أو المعروفة باسم أفلام السبكي لها جمهورها الذي يحب أن يشاهد الإسفاف والمشاهد الخارجة، ولكنها أفلام فقط للعيد، ولا تكمل عقب انتهاء الموسم لأن جمهور السينما يختلف عن جمهور الأعياد.

3- الإفيهات تقتل سينما الكوميديا 
وحللت الناقدة الفنية، ماجدة موريس، ظاهرة التراجع بأن الجمهور أصبح لديه وعي، لذلك فالأفلام التي تحتوي على جهد سينمائي حقيقي فقط هي من تستحوذ على اهتمام الجمهور، لذلك لا ينجح ما يقوم به البعض بجلب ممثل وكوميدي، ويقوم بإلقاء مجموعة من الإفيهات وينتظر أن ينجح الفيلم. وأوضحت «موريس» أن المشهد في مصر الآن اختلف عن العشرين عاما الماضية، منذ أن عرض فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، وأخذت موجة الأفلام الكوميدية تتصاعد، حيث يوجد حاليا جميع أنواع الأفلام ما بين الأكشن والدراما الاجتماعية والكوميديا والشعبية، ولكن الجمهور يبحث عن الأجود، لذلك نستطيع أن نفسر أسباب إقبال الجمهور على فيلم «الخلية» ومن قبله «هروب اضطراري»، لأنهما صناعة جيدة من السيناريو والحبكة الدرامية، مرورًا بالإنتاج والإخراج.

4 ـ «الكوميديا» ليست راقصة وممثلا يضحكنا أكدت
 «موريس» أن الكتابة الكوميدية من أصعب أنواع الكتابات السينمائية، على عكس ما يعتقد البعض أنها فقط ممثل وراقصة وإفيهات، لأن الكوميديا منذ نجيب الريحاني وهي كوميديا الموقف وليس الإفيه، لذلك الأزمة تكمن هنا فى النص. واستكملت: وعلى سبيل المثال عادل إمام الناس كانت تواظب على دخول أفلامه، وعندما اتجه إلى الدراما منذ 6 سنوات ترك فراغا بالكوميديا السينمائية، ومحمد هنيدي قل رصيد أفلامه منذ «فول الصين العظيم»، لذلك الاسم ليس كل شيء من دون نص جيد، بينما اختفى الفنان هاني رمزي، وأصبح الموجود حاليا هو الفنان أحمد حلمي ويحرص على تقديم أعمال كوميدية باستمرار. يذكر أنه ينافس عدد من الأفلام خلال سباق عيد الأضحى، لم تتصدر الأفلام الكوميدية الإيرادات، بينما جاء الترتيب الأعلى إيرادًا كالتالي: فيلم «الخلية» أحمد عز، و«الكنز» محمد رمضان، و«خير وبركة» على ربيع، و«أمان يا صاحبي» سعد الصغير والليثي، و«شنطة حمزة» حمادة هلال، و«سامح حسين» بث مباشر، و«هروب مفاجئ» أشرف مصيلحي.
«التحرير»

تعليقات